هوى الشام| تواردت أنباء عن عقد “صفقة” بين الإرهابي “أبو محمد الجولاني” متزعم “جبهة النصرة” ومظلتها “هيئة تحرير الشام” الإرهابي ومحمد الجاسم الملقب “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “السلطان سليمان شاه” ، يسلم الثاني بموجبها للأول منطقة عفرين مقابل فتح طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق “M4” ، ما أدى إلى استنفار الميليشيات الموالية للنظام التركي والرافضة لتمدد الفرع السوري لتنظيم القاعدة في أرياف حلب التي يحتلها النظام التركي، والذي بدوره يبارك فكرة وخطوة التمدد.

وعلمت “الوطن” من مصادر محلية في ريفي حلب الغربي والشمالي أن ميليشيا “الجبهة الشامية”، والمكونة من بقايا “لواء التوحيد” المنحل و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، استنفرت عناصرها في الريفين الحلبيين كأكبر تشكيل عسكري لمواجهة أجندة “الجولاني” ومطامحه التوسعية، وبدعم من ميليشيات وازنة في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى وجود خلافات وانقسامات داخل “الجبهة الشامية” ذات التوجهات والميول المحابية لتنظيم “الإخوان المسلمين” العالمي، لجهة موالاة “النصرة” ومتزعمها “الجولاني”، إذ يرفض مئات الإرهابيين من “أحرار الشام” التبعية ل “الجولاني” بعد أن انشقوا أخيراً عما يسمى ميليشيا “الجبهة الوطنية للتحرير” المنضوية تحت راية غرفة عمليات ” الفتح المبين” والعاملة في إدلب بقيادة “تحرير الشام”، على خلفية تنكيل “النصرة” بهم ووقوفها إلى جانب متزعم الحركة السابق حسن صفوان.
وأضافت: على الرغم من ادعاء “الشامية” بمعاداتها ل “النصرة” وإصدارها بيانات سابقة تدل على ذلك، على خلفية المعارك التي دارت في ٢٠١٧ بين “النصرة” من جهة و”الشامية” و”حركة نور الدين الزنكي” من جهة ثانية، في مسعى من الأولى للسيطرة على ريف حلب الغربي وطرد الثانية منها، إلا أن نياته لا تدل على أفعالها بعدما فتح الفرع السوري ل “القاعدة” قنوات اتصال جديدة مع “الشامية” عبر مبعوثين له، منهم جهاد الشيخ الملقب “أبو أحمد زكور” لقناعته بوجود الكثير من متزعمي الجبهة من الخلفية الإخوانية الموالين له.
ولفتت إلى أن من الأسباب التي تفرق بين “الشامية” و”النصرة” أن الأولى ليست بصدد التخلي عن معبر “دير بلوط”، الذي تسيطر عليه ويربط مناطق إدلب بريف حلب الشمالي والغربي، وذلك لما يدر عليها من أموال على غرار معبر “الغزاوية” الذي يصل مدينة دارة بريف حلب الغربي وبمنطقة عفرين، وتعود تبعيته ل “النصرة”.
وبينت ان “الجولاني” راح يراهن على أهالي الريف الحلبي لاستمالتهم وكسب ولائهم عبر تقديم مغريات ووعود بفرض الأمن في حال مد نفوذ تنظيمه إلى هذه الأرياف، وهو ما يفتقدها الأهالي في ظل تناحر واقتتال الميليشيات الممولة من تركيا، ولذلك، التقى بوجهاء وممثلين عن أهالي ريفي المحافظة الشمالي والغربي الأسبوع الماضي في معبر باب الهوى للإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم بغية كسب ودعم.
وتوقعت أن يقدم “الجولاني” على مزيد من الخطوات على هذا الصعيد في المستقبل القريب لخلق شرخ بين السكان ومتزعمي الميليشيات وصولاً إلى الاستنجاد به حينما تقتضي الضرورة ذلك.
مصادر معارضة مقربة مما يسمى “الجيش الوطني”، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب ويضم “الجبهة الشامية”، اوضحت ل “الوطن” أن تشكيل بعض ميليشيات نظام رجب طيب أردوغان في الآونة الأخيرة لغرفة عمليات تحت اسم “عزم” بقيادة “الشامية”، يصب في إطار استشعار هذه الميليشيات للخطر القادم إليها من مناطق سيطرة “النصرة” في إدلب.
وعليه، قررت هذه الميليشيات تشكيل نواة لغرفة عمليات أسوة ب “الفتح المبين”، وإن كان مجال عملها يقتصر في بداية الأمر على ضبط الأمن ومكافحة تجارة المخدرات مع أنها بدأت بإصدار بيانات أخيراً تتبنى من خلالها تنفيذ عمليات ضد الجيش العربي السوري وضد “قوات سورية الديمقراطية- قسد” في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي. والسؤال الملحّ: هل بإمكان هذه الميليشيات مواجهة تمدد “النصرة” في أرياف حلب؟.
المصدر: الوطن

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

SHARE