هوى الشام | استطاع الكاتب أحمد السيد عبر مسيرته الفنية والدرامية أن يقدم أعمالاً درامية إذاعية وتلفزيونية ومسرحية، سلط من خلالها الضوء على هموم الناس وقضاياهم ومشاكلهم، الأمر الذي أكسبه خبرة طويلة في كل الفنون التي نال على بعضها العديد من الجوائز.

وعن أعماله الإذاعية الجديدة، قال السيد : “إنه انتهى مؤخراً من كتابة مسلسل درامي إذاعي، يتحدث عن بطولات حرب تشرين التحريرية، وما قدمه جيشنا من تضحيات، إضافة إلى الانتصارات التي حققها في مواجهة الإرهاب”، موضحاً أنه سيبدأ بث المسلسل خلال الأيام القادمة بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية، إضافة إلى مسلسل درامي للتلفزيون، وهو قيد التحضير الآن.

ولدى السيد عملان مستمران في الدراما الإذاعية حتى الآن وهما “يوميات شو عم يصير”، وهو برنامج درامي يرصد المشاكل اليومية للمواطن بقالب خفيف، ويقوم بأداء شخصياته كل من الفنانين وفاء موصلي وعلي القاسم وهو من إخراج الفنان محسن غازي.

أما العمل الثاني فهو “محكمة الضمير” المستمر منذ سبعة عشر عاماً، وهو برنامج درامي يبحث في القضايا والجرائم الخاضعة لمحاكمة الضمير قبل القانون، من إخراج الفنان محمد غزاوي وبطولة عدد من نجوم الدراما السورية، لافتاً إلى أن هذا البرنامج حصد العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية.

وأشار الكاتب الدرامي السيد إلى أنه أول من كتب المونودراما الإذاعية وقد كانت مجازفة، حيث استطاع من خلالها أن يقدم نجاحاً بدعم من دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، التي تبنت العمل الذي ساهم في نجاحه المخرج باسل يوسف وأخرجته الفنانة أماني الحكيم.

ما قدمه السيد أتى نتيجة خبرته ومشاهداته للحياة والواقع وفق وصفه، حيث ترجمه في أعمال درامية إذاعية وتلفزيونية ومسرحية، لافتاً إلى أن أكثر ما كتبه في مجال الدراما الإذاعية كان من أفكاره وتجاربه وما يجول في خياله، وما يراه في بيئات المجتمع من مشاكل وهموم لأنه لم يحظ كثيراً بالتعامل مع شركات الإنتاج الخاصة، واقتصر على العمل مع المؤسسات الرسمية، التي قدمت له كل التسهيلات لنجاح أعماله.

“الفنان لا تقيمه الأضواء ولا الشهرة ولا الغرور” جملة أشار بها السيد إلى أن هناك إبداعات تتجذر في ذاكرة الناس، وتثبت حضورها بقوة عندما يكون الصدق والموهبة الحقيقية عنوانها، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الشعراء والأدباء الذين أخذوا حق غيرهم وهم لا يمتلكون أدنى مقومات الثقافة.

وعن أهمية النقد في الوسط الثقافي بكل أشكاله بين السيد أن النقد حالة صحية لجميع الثقافات والفنون، بشرط أن يكون موضوعياً ومهنياً وبناء وأن يكون الناقد ذا خبرة وثقافة ومؤهلاً لقراءة المنقود بشكل ناضج مبني على ثقافة وقواعد وذوق نقدي، أما “الأدعياء وأشباه النقاد” حسب وصفه فهم من ساهموا بتراجع الثقافة.

وعن الفرق بين ثقافة الماضي والحاضر أوضح السيد أن لكل زمن أوجاعه ومشاكله ومثقفيه، وأن الحركة الثقافية في زمننا تعاني من اختلافات قاسية في وجهات النظر، لافتاً إلى أنها تتراوح بين الثقافة المبنية على فهم التاريخ وتطويره، وبين دعاة التحرر من هذا التاريخ وابتداع ثقافات جديدة، قد لا تناسب أذواقنا ومفاهيمنا الثقافية المتجذرة، وهذا لا يعني أن نلغي ما يسمى بفكرة “المثاقفة”، ولكن لا بد من التمسك بثقافتنا والدفع بها إلى العالمية.

سانا – محمد خالد الخضر