السويداء – هوى الشام

وسط الغربة وعلى بعد آلاف الأميال من الوطن كان انتماءه أقوى من المسافات وأهم الأولويات فساقه حب سورية أرض أجداده التي عرفها عبر الحكايات ليكون مواطنا فاعلا يعيش مع أهلها يقاسمهم المعاناة ويقدم إمكانياته وقدراته العلمية والعملية متخذا مبدأ “لبلدي عليّ حق”.

الشاب كريم الزغير ابن العشرون ربيعا طالب في كلية الطب بإحدى الجامعات الفنزويلية اختار المجيء إلى سورية في هذه الظروف ليجند نفسه في خدمة وطنه فعمل لأكثر من عشرة أشهر متطوعا في قسم الإسعاف بمشفى السويداء الوطني وها هو اليوم يعود لإتمام الدراسة ويعد بالعودة مع شهادته التي ستخوله تقديم الافضل.

وفي لقاء خاص مع موقع هوى الشام أعرب كريم عن سعادته بأنه استطاع أن يكون سوريا فاعلا ويقاسم أهله في الوطن همومهم ومعاناتهم حيث وجد مجتمعا محبا يسوده الود والاحترام تعلم منه وتعلق به مشيراً إلى أنه لمس فرقا واضحا بين مايبث في وسائل الإعلام الغربية وبين مايحدث على أرض الواقع.

يقدم كريم بتطوعه نموذجا لابن المغترب الذي تربى على القيم الوطنية وتعلم كيف ينتمي ويحمل هوية بلده رغم تغربه عنه كحال كريم التي كانت زيارته الأولى حين قرر تجنيد نفسه لأجل وطنه خلال الظروف الصعبة التي يمر بها فرغم عدم تمكنه من التكلم باللغة العربية إلا أنه لم يجد عائقا للتواصل مع الناس وكسب ودهم ومبحتهم.

ويتحدث كريم عن سورية وكانه يحفظ تاريخها غيبا معتزا بالبطولات والامجاد والحضارات التي مرت على أرضها مبيناً أن سورية رغم ما أرادوا لها من خراب ودمار وتخلف إلا انها ستبقى رمزا للتقدم والازدهار.

ويوجه كريم دعوة للشباب السوري في المغترب أن يعودوا إلى وطنهم فله عليهم حق وبحاجة لهم جميعا لبنائه وإعادته أفضل مماكان عليه.
وقبل سفر كريم بأيام لإتمام دراسته في فنزويلة بدا حزينا على تركه المكان والزملاء والأقارب وعازما على العودة لياخذ مكانه كمواطن سوري يريد ان يخدم وطنه بما يحمل من خبرة وعلم وعمل.

والد كريم عادل الزغير النائب في البرلمان الفنزويلي ورئيس منظمة فيا آراب كان المشجع الأول لابنه للقيام بهذه الخطوة وهو فخور اليوم بما حققه ابنه معتبرا ان ذلك يجب ان يكون محفزا لشباب المغترب ليكونوا اكثر اتصالا بالوطن والهوية .

وأبدى والد كريم عتبا على وسائل الإعلام المقصرة حسب وصفه تجاه المغتربين السوريين لافتا إلى أن تسليط الضوء على مبادرات الشباب السوري في المغترب هي تحفيز وتشجيع لهم لمد جسور التواصل بينهم وبين الوطن الأم.

SHARE